alaa_eg عضو نشيط
الجنس :
عدد المساهمات : 163
نقاط : 389
السٌّمعَة : 0
23/04/2012
32 الموقع : http://www.mothaqf.com
| موضوع: الجنة ونعيمها الدائم غير المنقطع الأربعاء أبريل 25, 2012 12:09 pm | |
|
الجنة ونعيمها الدائم غير المنقطع
* يقول رب العزة - سبحانه وتعالى : ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ( آل عمران:133 ) .
دعوة من الله - سبحانه - لعباده أن يسارعوا إلى كل خير، وإلى كل عمل صالح ، حتى يفوزوا بمغفرة الله والجنة، وقدّم المغفرة على الجنة - كما قال العلماء - لأن السلامة تطلب قبل الغنيمة، وأصحاب الجنة هم المتقون .
فما الجنة ؟ ولماذا ؟ وما صفة الداخلين إليها ؟ وما صفتها ؟ وما أسباب دخولها ؟
* ما هي الجنة :
فهو الاسم العام المتناول لتلك الدار، دار رب الأرباب وملك الملوك، التي أعدها لعباده المؤمنين من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وأهل التوحيد من أمة محمد - عليه الصلاة و السلام - بعد أن يطهرهم رب العزة - سبحانه - من ذنوبهم .
وقد سميت الجنة جنة لأن الداخل إليها تستره بأشجارها وتغطيه .
وينبغي أن تعلم : أن ها هنا إشكال أورده البعض في قول الحق تبارك وتعالى : ( وجنة عرضها السماوات والأرض ) ( سورة آل عمران – الآية 133 ) ، فإذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأين تكون النار .
أورد ابن كثير - رحمه الله - رواية عن الإمام أحمد : أن هرقل كتب إلى النبي - عليه الصلاة و السلام - يقول: إنك دعوتني إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فأين النار؟! فقال عليه الصلاة و السلام : ( سبحان الله، فأين الليل إذا جاء النهار؟ ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده ) ، إذا جاء النهار غشى وجه العالم في جانب، ويكون الليل في الجانب الآخر، فكذا الجنة في أعلى عليين، والنار في أسفل سافلين ) ( تفسير القرآن العظيم – 1 / 318 ) .
* سمى رب العزة الجنة بأسماء باعتبار صفاتها :
أ - دار السلام :
قال الله تعالى في محكم كتابه : ( لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ( سورة الأنعام – الآية 127 ) ، ذلك لأن الداخل إلى الجنة قد سلم من كل آفة ، ومن كل بلاء ، ومن كل مكروه ، فلا تنكيد ولا تنغيص لقول النبي : ( ويؤتي بأشقى أهل الدنيا من أهل الجنة ؛ فيغمس غمسة في الجنة، فيقال له: هل رأيت شراً قط ؟ قد مر بك شر قط ؟ فيقول: لا والله، ما رأيت شراً قط، ولا مر بي شر قط) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) .
ب - جنات عدن :
وصدق الله العظيم إذ قال : ( جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً ) ( سورة مريم – الآية 61 ) . والعرب تقول : عدن الرجل في المكان : أي أقام فيه فلم يرتحل، وكذا الداخل إلى الجنة لا يرتحل عنها أبداً لقول النبي - عليه الصلاة والسلام : ( فيؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش، فيقال لأهل الجنة والنار: أتدرون ما هذا ؟ فيقولون : نعم إنه الموت، فيذبح بين الجنة والنار، ويقال لأهل الجنة: خلود فلا موت، ويقال لأهل النار: خلود فلا موت، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ) .
ج - جنات النعيم :
لقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ) ( سورة لقمان – الآية 8 ) ، ذلك لما في الجنة من اللذائذ والأطايب التي أعدها رب العزة لأوليائه ، ظاهرة وباطنة .
وورد لها أسماء أخرى: الحسنى ، الغرفة ، الفردوس ، جنة الخلد ، جنة عالية، دار الآخرة ، دار القرار ، دار المتقين ، دار المقامة .
* وأما لماذا الجنة ؟ فلا بد من الجنة :
حتى لا يستوي الصالح بالطالح، ولا المحسن بالمسيء، ولا المؤمن بالكافر، ولا المظلوم بالظالم، وصدق الله العظيم : ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ) ( سورة القلم – الآية 35 ) ، وقوله تعالى : ( لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) ( سورة الحشر – الآية 20 ) .
فالموزاين عند الله سبحانه وتعالى محكمة ، يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) ( سورة الأنبياء – الآية 47 ) .
حتى يعوّض رب العزة - سبحانه - المحسن عن إحسانه ، والمجاهد عن جهاده، والصابر عن صبره، والمحتسب وجه الله - عز وجل - في كل بلية جرت عليه .
يقول رب العزة - سبحانه - في الحديث القدسي : ( إذا اِبتليتُ عَبدي بحبيبتيهِ - أي بعينيه - فصبرَ عوضتهُ مِنهماَ الجنة ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ) .
* وأما صفة الداخلين إلى الجنة :
* في سنهم وخَلقِهم :
يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : ( يدخل أهل الجنة على سن ثلاثَ وثلاثينَ ، على خَلقِ آدم - عليه السلام - سِتونَ ذراعاً في عرضِ سبعةِ أذرع ) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده ) .
يقول ابن القيم - رحمه الله - : ( وهذا السن أبلغ ما يكون العبد فيها من القوة، وبكمال القوة يكون كمال التلذذ والاستمتاع بما أعده رب العزة سبحانه ) .
* وفي تنـزههم عن الفضلات والأذى :
يقول النبي عليه الصلاة و السلام : ( لا يبولونَ ، ولا يتغوطونَ ، ولا يمتخطونَ ، ولا يتفلونَ ، أمشاطُهُم الذهبَ ، ورشحُهم – أي عرقهم - المسك ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أولُ زُمرَةٍ تَدخلُ الجنة على صورةِ القمرِ لَيلةَ البدرِ ثم الذين يَلونَهُم على ضوءِ أشدِ كوكبٍ دريٍ في السماءِ إضاءةً ، لا يبولونَ ولا يتغوطونَ ولا يمتخطونَ ولا يتفِلونَ أمشاطُهُم الذهب ، ورشحُهم المسك ، ومجامِرَهم الأُلوة – عود يتبخر به - أزواجُهم الحورُ العين ، أخلاقُهم على خَلقِ رجُلٍ واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا ) ( متفق عليه ) .
وباب الجنة لن يفتح لأحد إلا أن يكون أول داخل إليها رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ، يقول عليه الصلاة والسلام : ( آتي الجنةَ فأستفتحُ - أي فأستأذن - فيقولُ الخازنُ : من أنتَ ؟ فأقول : أنا محمد !! فيقول : بِكَ أُمرت ألا أفتحَ لأحدٍ قبلكَ ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) .
وهذا تعظيم لقدر نبينا - عليه الصلاة والسلام - وتكريم له .
* وأما صفة الجنة :
أولاً : في أبوابها :
فهي ثمانية ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( من توضأ ثم أحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) .
فهي ثمانية أبواب ، وكل باب قد خصه رب العزة بطاعة لقول النبي عليه الصلاة و السلام : ( فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ) ، فقال أبو بكر الصديق : بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وما على أحد من ضرورة أن يدعى من الأبواب كلها ؟ قال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا ، وأرجو أن تكون منهم) ( متفق عليه ) ، أي: وأرجو يا أبا بكر أن تكون ممن يدعى من الأبواب الثمانية .
ثانياً : وأما أرضها :
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خلق الله تبارك وتعالى الجنة ؛ لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك، فقال لها : تكلمي، فقالت : ( قد أفلح المؤمنون ) ، فقالت الملائكة : طوبى لكِ ، منزلُ الملوك ) ( صحيح صحيح – الألباني ) .
ثالثاً : وأما أنهارها فهي أربعة أنواع من الأنهار :
لقوله سبحانه وتعالى : ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ) ( سورة محمد – الآية 15 ) .
أما أعظم أنهارها الكوثر : عن ابن عمر – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب مجراه على الياقوت والدر تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج ) ( حديث صحيح - المشكاة 5641 التحقيق الثاني ) .
رابعاً : وأما حورها ونسائها :
فيعلمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم :
أ - عن مادة خلقهن : فيقول : ( خلق الله - تعالى - الحور العين من الزعفران ) ( أخرجه الطبراني مرفوعاً ) .
يقول ابن القيم – رحمه الله - : ( فإذا كانت الصورة الآدمية في حسنها وتناسقها مادة خلقها التراب: فكيف يكون حال الحور العين وقد خلقن من الزعفران هناك ؟! ) .
ب – أما في عفتهن : فيقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ) ( سورة الصافات – الآية 48 ) .
أي عفيفات قد قصرن أبصارهن إلا عن أزواجهن ، ذهب الحياء بخير الدنيا والآخرة .
ج – أما في طهرهن : فيقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( وأزواج مطهرة ) ( سورة آل عمران – الآية 15 ) . فلا حيض ولا نفاس .
د – وأما في حسنهن : فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل رجل منهم زوجتان ، على كل زوجة سبعون حلة يبدو مخ ساقها من ورائها ) ( صحيح بشواهده ) . وفي رواية زاد : كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء .
خامساً : ما يكون لأدنى أهل الجنة منزلة ، وما يكون لأعلاهم منزلة :
قول النبي عليه الصلاة و السلام : ( يجيء آخر رجل ممن يدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم، فيقول له رب العزة : ادخل الجنة، فيقول : يا رب وأين أكون وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟! فيقول له رب العزة - سبحانه -: أترضى أن يكون لك مثل مُلك ملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيت يا رب، فيقول له رب العزة: لك ذلك ومثله ومثله ومثله مثله، فيقول في الخامسة : رضيت يا رب، فيقول: لك ذلك وعشرة أمثاله، ولكَ ما اشتهت نَفسُكَ ، ولذت عينُكَ ) .
وقد ثبت من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( آخر من يدخل الجنة رجل ، فهو يمشي مرة ، ويكبو مرة ، وتسفعه النار مرة ، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة ، فيقول يا رب: ادنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها، واشرب من مائها، فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول : لا ، يارب ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، قال : وربه عز وجل يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها ن فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول : اي رب ، أدنني من هذه لشرب من مائها، وأستظل بظلها ، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم، الم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه تعالى يعذره، لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة له عند باب الجنة، وهي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها ، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ قال : بلى، يا رب لا أسألك غيرها - وربه عز وجل يعذره لأنه يرى مالا صبر له عليه- فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع اصوات أهل الجنة ، فيقول اي رب أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم ن ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ قال : يارب، اتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا مم تضحك؟ قال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا مما تضحك يا رسول الله؟ فقال : من ضحك رب العالمين ، حين قال : أتستهزئ بي وأنت رب العالمين؟ فيقول : إني لا استهزئ منك، ولكني على ما اشاء قادر ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) .
وأما أعلاهم درجة فيقول رب العزة - سبحانه -: ( أولئك الذين أردت - أي اخترت - كرامتُهم بيدي، وأعددت لهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) .
سادساً : درجات الجنة وغرفها :
* والجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن - جل وعلا -، ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية .
* وأعلى مقام في الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة، وهو مقام سيدنا رسول الله - صلى الله عليه و سلم -، ومن سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعته - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة .
سابعاً : وأعظم عطاء الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم :
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة : ودخل أهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه. فيقول أهل الجنة: ألم يبيّض وجوهنا؟! ألم يجرنا من النار؟! ألم يثقل موازيننا؟! فيكشف الحجاب، فينظرون إلى وجه الله الكريم، فما اعطوا عطاء أحب إليهم من النظر إلى وجه الله الكريم ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) ، وصدق الله العظيم : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ( سورة القيامة – الآية 22 – 23 ) أي وربي أعظم من الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم كما قال الإمام مالك .
ثامناً : وأخيراً هنالك في الجنة أمنيات تتحقق :
جاء رجل إلى النبي - عليه الصلاة والسلام – يقول : ( يا رسول الله: هل في الجنة خيل؛ فإنها تعجبني ؟ ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( إن أحببت أتيت بفرس من ياقوته حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت) ( حديث صحيح لغير – صحيح الترغيب والترهيب برقم 3757 ) .
* وأما أسباب دخول الجنة ؟؟؟
وينبغي أن يعلم المسلم أن الجنة غالية ، والأمر يحتاج إلى جد لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( من خاف أدلج - أدلج بالطاعة -، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) ( أخرجه الترمذي – حديث حسن ) .
أولاً : الجهاد في سبيل الله :
وقد تنافس في أعلى مقامات الجهاد : قال الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه : ( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( سورة التوبة – الآية 111 ) ،
فالمشتري هو الله، والبائع هو المؤمن، والسلعة هي الأنفس والأموال، والثمن هي الجنة، والطريق هو الجهاد .
وقد ثبت من حديث المقدام بن معديكرب – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويحلى حلة الإيمان ويزوج من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه )(حديث صحيح-المشكاة 3834) . ( الخصال المذكورات سبع إلا أن يجعل الاجارة والأمن من الفزع واحدة ) .
ثانياً : ومن أبواب الجنة هو الإنفاق :
يقول الحق تباك وتعالى في محكم كتابه : ( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ... ) ( سورة آل عمران – الآية 92 ) .
قال أهل التفسير : ( أي لن تدخلوا الجنة ) .
ثالثاُ : ومن أبواب الجنة هو الصلاة :
أما الفريضة : فقد ثبت من حديث جرير بن عبد الله – رضي الله عنه - قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان القمر بدراً، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إنكم سترون رَبَكُم كرؤيتكم القمر - أي في الوضوح - لا تُضامونَ في رؤيته - أي لا تَمَلونَ - فإن استطعتُم أن لا تُغلَبوا عن صلاة قبل طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها فافعلوا ) ( متفق عليه ) - أي صلاة الصبح وصلاة العصر - وما أكثر تضييعنا لها .
وأما في النافلة : قوله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة بنى الله له بيتاً في الجنة : ركعتان قبل صلاة الصبح، وأربعاً قبل الظهر، واثنتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ) .
رابعاً : ومن أبواب الجنة قيام الليل :
يقول تعالى في محكم كتابه : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( سورة السجدة – الآية 16 ، 17 ) .
وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أيها الناس : أفشوا السلام، وأطعموا الطعام ، وصِلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) ( حديث صحيح – صحيح الترمذي ) .
خامساً : ومكن أبواب الجنة الذكر :
ثم أن تلزم ذكر الله سبحانه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قال : سبحان الله والحمد لله، غُرست له نخلة في الجنة ) ( حديث صحيح – صحيح الترمذي ) .
وقد ثبت في الصحيح بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَقِيتُ إِبراهِيمَ ليلةَ أُسري بي ، فقال : يا محمد ، أقرئ أُمَتَكَ مني السلام ، وأخبرهُم أن الجنةَ طيبةُ التربةِ، عَذبةُ الماءِ ، وإنها قيعانٌ ، وإنَ غِراسَهاَ سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قول إلا بالله ) ( حديث صحيح – صحيح الترمذي ) .
وقد ثبت من حديث شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ!! مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ) .
سادساً : ومن أبواب الجنة طاعة الزوجة لزوجها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم برجالكم في الجنة : النبي في الجنة ، والصديق في الجنة ، والشهيد في الجنة ، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة ، ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود التي إذا غضبت جاءت حتى تضع يدها في زوجها ثم تقول : لا أذوق غمضا حتى ترضى ) ( السلسلبة الصحيحة – رقم 287 ) .
سابعاً : ومن أبواب الجنة حفظ اللسان والعرض :
عَنْ سَهْلِ بنِ سعْدٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه ) .
ثامناً : ومن أبواب الجنة التقوى وحسن الخلق :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ فَقَالَ : ( تَقْوَى اللَّهِ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ ) ( حديث صحيح - صحيح سنن الترمذي برقم 1630 ) .
تاسعاً : ومن أبواب الجنة قراءة القرآن بتدبر وتمعن وتأمل والعمل بمقتضاه :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا ) ( حديث صحيح - صحيح سنن الترمذي – برقم 2329 ) .
* أبيات في وصف الجنة :
لا دارَ للمرءِ بعدَ الموتِ يَسكُنُها..إلا التي كانَ قَبَلَ الموتِ يَبنيهاَ فَإِن بَناهاَ بخيرٍ طابَ مَسكَنُــــــهُ...وإِن بناهاَ بشرٍ خابَ بانيهـــاَ لا تَركَنَنَ إلىَ الدُنياَ وزينَتِهــــــا..فالموتُ لاَ شَكَ يُفنيهاَ وَيُبديهـا واعمَل لدارٍ غَداًرِضوانُ خَازِنِهَا..والجارُ أَحمدً والرحمنُ بانيهـاَ قُصورًهاَ ذَهَبٌ والمِسكُ طِينَتُهــا..والزعفرانُ حَشيشٌ نابتٌ فيهاَ | |
|